responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 335
من فوائد علم الصرف (بيان النكتة في قوله تعالى: {ذهب الله بنورهم})
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[28 - 12 - 2013, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يخفى على بعض الإخوة من طلبة العلم فوائد علم الصرف فيزهد فيه، ظانا أن النحو يكفيه، معتقدا أن الصرف إنما يدرسه من يريد التعمق والتخصص في لغة العرب، أما المتخصص في التفسير أو في الفقه أو الحديث فما حاجته به!.
ولا ريب أن النحو والصرف والبلاغة مع متن اللغة مجتمعة - لا يستغنى ببعضها عن بعض- تعين على كشف المعنى من كتاب أو سنة.
وهذه مسألة من مسائل الصرف تثبت هذا المعنى:
قال العلامة عبد الوهاب الزنجاني رحمه الله في تصريف العزي:

(وَتُعَدِّيهِ- أي الفعل اللازم- في الثلاثيِّ المجرَّدِ: بِتَضْعِيفِ العينِ، أو بالهمزةِ نحوُ: فَرَّحْتُ زيدًا، وأَجْلَسْتُهُ، وبحرفِ الجرِّ في الكلِّ نحوُ: ذهبتُ بزيدٍ، وانطَلَقْتُ بهِ). اهـ

وقال العلامة أحمد الأصفهيدي (ت بعد 729هـ) رحمه الله في شرحه على العزي:

فإن قيل: ما الفرقُ بينَ تعديةِ ذَهَبَ بالباءِ وبينَ تعديتِهِ بالهمزة؟
قلنا: الفرقُ أَنَّهُ إذا عُدِّيَ بالباءِ فمعناهُ الأخذُ والاستصحابُ كقولِهِ تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ)، وأمَّا الإذهابُ فكالإزالةِ. اهـ.
قال تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ).

قال الإمام فخر الرازي رحمه الله في تفسيره:
السؤال السادس: لم قال: (ذهبَ اللهُ بنورِهم) ولم يقل أذهبَ اللهُ نورَهُم؟
والجواب: الفرق بين أذهبَهُ وذهبَ بهِ أن معنى أذهبَهُ أزاله وجعله ذاهبا، ويقال: ذهبَ بهِ إذا استصحبه، ومعنى بهِ معه، وذهب السلطان بماله أخذه، قال تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ)، (إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ).

والمعنى أخذ الله نورهم وأمسكه (وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ) فهو أبلغ من الإذهاب. اهـ.
قلتُ: فأذهبتُ زيدًا عني، معناه صرفته وأزلتُهُ عني، ومعنى ذهبْتُ بزيدٍ أخذته وذهبتُ معه.
والله أعلم.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست